كيني روجرز.. أسطورة غناء الريف الأمريكي، طوى صفحة حياته معنا، ولم نطوها نحن، وذلك بعد أن جال جميع أرجاء الولايات المتحدة، يغني بصوته القوي وكلماته الواضحة، لمدة ستين عاما. مات كيني الملقب بـ”المقامر” لأغنيته الشهيرة.، في بيته بولاية جورجيا مساء أمس، بهدوء، بعد أن تدهورت صحته بمرض عادي، ليس له علاقة بفايروس كورونا، حسب بيان أسرته.
كيني روجرز وأهميته في عالم الفن

ينسب الفضل لكيني في نقل موسيقى الريف الأميركية إلى عمق ثقافة البوب.
حيث استطاع خلق أرضية لهذا النوع من الموسيقى بعيدا مراعي الكاوبوي
بل داخل أحياء جميع المدن الأميركية
خصوصا بعد اصدار أغنيته “المقامر” عام 1978 التي وصلت إلى العالمية سريعا
لتميز لحنها وموضوعها الجريء أيضا
فهي عبارة عن نصائح حكيمة تصدر من مقامر يجلس بجوار الراوي على نافذة قطار
ويعانيان من الأرق
فيطلب المقامر من الراوي “ويسكي” مقابل أن يمنحه بعض النصائح
والتي يدرك المستمع بعد ذلك أنها نصائح للحياة كلها
من أجل السلامة والتعامل مع الآخرين
وضرورة معرفة الشخص متى يستمر ومتى يتوقف في مواقف الحياة المختلفة
انجازات كيني روجرز وأهم أعماله
لكيني روجرز أكثر من عشرين أغنية تصدرت قائمة الأغاني الأولى في الولايات المتحدة
خلال العقود الستة التي قضاها في عالم الموسيقى
وحصد كيني ثلاث جوائز غرامي قبل تقاعده منذ نحو عامين
وهو في سن التاسعة والسبعين
وعلى الرغم من ذلك، وخلافا للمغنين الأميركيين الآخرين لم يكتب كيني أغانيه بنفسه
لكنه قال في حوار عام 2012 مع إذاعة (إن بي آر)
إنه يمتلك مقدرة أختيار كلمات تستطيع جذب استماع الجمهور
وكتب له المغني المشهور ليون ريتشي واحدة من أهم أغانيه
وهي أغنية
سيدة أو Lady
وهي من أروع الأغاني
وعلى الرغم من أن مطلعها يتكون من كلمة واحدة فقط الا أن نقادا موسيقيين يعتبرونها الأغنية
التي أحدثت تحولا مهما في رحلة كيني روجرز في عالم الفن
جزر وسط العاصفة
شكلت تلك الأغنية
Islands in Stream
نقطة تحول أخرى شديدة الأهمية في حياة كيني روجرز
وبدأت قصتها في الأستوديو الخاص به
في لوس انجلس وهو يحاول تجويد تلك الأغنية فنصحه أحدهم بالاستعانة بصوت نسائي
مثل صوت المغنية المعروفة دوللي بارتون
التي كانت مصادفة بالمدينة
وفعلا غنت معه دوللي تلك الأغنية التي تصدرت قائمة الأغاني بقوة عام 1983
لكن الأهم من ذلك أن تعاون الإثنين أستمر لعقود

واتهمها البعض بانهما على علاقة جنسية
:لكنها نفت ذلك بشدة وقالت في إحدى المقابلات:
” اأحبه لدرجة الموت كأخي، نحن كتوأمين، توأم روحي، حتى في اللحظة الأولى التي تقابلنا فيها كان أحدنا إذا نظر للآخر، مهما كان ما يحدث حولنا، كان يعرف أحدنا في ماذا يفكر الثاني”
تلك الكيمياء التي ربطت كيني بدولي انتجت أعظم الأعمال في تاريخ الموسيقى
فلترقد روحك بسلام أيها المقامر الذي قال إنه يقبل بهذا اللقب على الرغم من أنه ليس كذلك على الأرض الواقع
لأنه اكتشف باكرا أن القمار يجلب له التعاسة
وليس السعادة
لكنك أنت يا كيني من جلبت لنا السعادة حتى ونحن على الجانب الآخر من المحيط
ونبعد عنك مئات الآلاف من الأميال
فشكرا لك..
بقلم عبد المنعم سعيد
Leave a Reply